شاهد حزم الشرطة الهندية لاحتواء فيروس كورونا
تطهير المسافرين بهذا الشكل كان “حماسياً للغاية”.
لكنه يعكس مخاوف واسعة النطاق من أن الحركة الجماهيرية لآلاف العمال المهاجرين الهنود في ديارهم خلال فترة حظر وطني مدتها ثلاثة أسابيع قد تنشر المرض بسرعة عبر دولة يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.
يشير الدكتور ناريش تريهان، مدير مستشفى ميدانتا، إلى أن السكان مكتظون الآن نفس أسماك السردين، مضيفاً أن العدوى “ستنتشر إذا كانت موجودة، وعلى الأرجح أنها كذلك، مثل حرائق الغابات. ومن ثم سيكون من المستحيل السيطرة عليها”.
لدى الهند عدد منخفض نسبيًا من الإصابات المعروفة، ويهدف الإغلاق الوطني إلى إبطاء العدوى بالفيروس. ولكن الأمر يعني أيضًا البطالة الفورية لأعداد كبيرة.
“مهما كان الطعام الذي تبقى، أكلناه. ليس لدينا الآن طريق للمضي قدمًا هنا، ولهذا السبب سأعود إلى بلدتي”، هذا ما قاله ظفر عباس، وهو صانع حقائب، أثناء مغادرته لدلهي. استطرد قائلاً “إذا عدت إلى قريتي، فسيكون لدينا إمكانية الوصول إلى المستشفيات الحكومية هناك، لذلك إذا مرض أي منا، فيمكننا تلقي العلاج هناك”.
أما في المناطق الريفية الفقيرة، فإن السكان يبذلون كل ما في وسعهم لمكافحة الفيروس، إذ أنهم يرشون الشوارع بماء الكركم، وهو مطهر طبيعي، بجانب عزل أنفسهم على الأشجار، بعيداً عن المنازل المكتظة.
من جانبها، تعهدت الحكومة الهندية بتقديم حزمة تحفيز بقيمة 23 مليار دولار للاقتصاد الذي تأثر بالفيروس، وتم تحويل بعض القطارات إلى أجنحة لعلاج فيروس كورونا. لكن الأسواق لا تزال تعج بالناس – يعيش الملايين منهم مكتظين في الأحياء الفقيرة – وكثيرا ما أصابتهم أوبئة الكوليرا وأمراض أخرى.
كما لجأت الشرطة إلى عقوبات غير شائعة في بعض الأحيان لفرض الإغلاق. إذ أن أحد الضباط كان يرتدي خوذة على شكل فيروس كورونا، وحاول إقناع الناس بالابتعاد عن الشوارع.
ولكن سواء كان ذلك عن طريق عصا أو باقة ورود، سيكون من المستحيل التغلب على انتشار الفيروس القاتل وسط المشاهد المنتشرة في الهند، حيث يكافح العمال لدخول الحافلات وينتشرون في جميع أنحاء البلاد.