هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان؟
وفي هذه الفترة من كل عام يتزايد البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، عن حكم صيام يوم عاشوراء بجمع النية، أي أن ينوي المسلم نية صيام عاشوراء ونية قضاء أيام من شهر رمضان المبارك المنصرم.
وتعرف مسألة جمع النية عند أهل العلم ب التشريك أو التداخل بين العبادات، وتأتي على وجوه كثيرة، ولكننا سنخصص في مقالنا هذا الوجه الأكثر سؤالا عنه وهو الجمع بين الواجب والمستحب.
رأي رجال الدين:
وينص كل من أهل العلم ورجال الدين، على أن من نوى المستحب لم يجزه عن الواجب، بمعنى أنه من صام بنية عاشوراء لم يجزه عن قضاء يوم من شهر رمضان، ومن نوى قضاء رمضان وأوقعه في يوم عاشوراء فقد صح قضاؤه.
وقد كتب الشيخ ابن عثيمين في كتابه “فتاوى الصيام”، أنه من صام يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو أي نافلة ذكرت وعليه قضاء أيام من شهر رمضان المبارك فإن صيامه صحيح.
لكنه لو صام هذا اليوم بنية قضاء يوم من أيام شهر رمضان المبارك لحصل له الأجران، أجر يوم عرفة وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء.
ويجدر بالإنسان قضاء ما عليه من أيام واجبة، أولى له من صيام النوافل، فمهما بلغ ثواب النافلة فهي بالنهاية مستحبة، عدم اتيانها لا يؤثم عليه.
ولكن هناك حالات يضطر بها الانسان لجمع النية، كضيق الوقت وعدم القدرة على قضاء كل ما عليه من أيام، وصادفت أيامه أيام فضيلة، وخاف المسلم أن يفوته صوم يومٍ فاضلٍ مثل يوم عاشوراء أو يوم عرفة، فلا بأس عليه ان صام بنية القضاء، فلعله ينال ثواب يوم عاشوراء وعرفة أيضا، فإن الله ذو فضل عظيم.