شهر رمضان وناقوس الفقر يطرق جدران الغزيين
قبل أشهر من حلول المناسبات الكبيرة، يبدأ المواطنون الفلسطينيون بإعداد الحسابات حول التكاليف المالية الكبيرة المقبلة عليهم، فالمناسبات دائماً ما تدق ناقوس الفقر على سكان قطاع غزة الذي يعانون من تردي الحالة الاقتصادية.
شهر رمضان الفضيل يأتي ضيفاً على البيوت التي تبيت وتصبح على حالة من العجز والقهر أمام متطلبات الشهر التي توازي بالنسبة ميزانية عدة شهور. فقطاع غزة يعاني من ظروف وأوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة جراء تفشي البطالة والفقر، إلى جانب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 15 عاماً.
فقد جرت العادة أن تقوم الأسر الفلسطينية قبل حلول شهر رمضان، بالاستعداد، وشراء المواد الغذائية والتموينية اللازمة، وذلك بسبب الخشية من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل، وهذا ما يحدث فعلاً في كل عام، ولكن هذا الارتفاع أجبر الكثير من الأسر على تغيير عاداتها، والاكتفاء بالحد الأدنى.
الكثير من المواطنين يشتكون من ارتفاع بعض السلع الأساسية، وهذا ما يضع الجهات المعنية أمام مسؤولياتها تجاه هذه الحالة المتكررة والتي تضر بمصلحة المواطنين وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم، فهي مطالبة بالعمل على ضبط أسعار المواد الأساسية الغذائية ومنع التجار من استغلال موسم شهر رمضان للتلاعب بالأسعار، وخفض أي ضرائب من شأنها التأثير على أسعار السلع.
الأسواق في قطاع غزة، تشهد حركة شرائية رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فالعائلات والأسر تضطر لتلبية احتياجاتها، رغم ارتفاع أسعار المواد الأساسية، كما أن صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وموظفي حكومة غزة والمنحة القطرية المخصصة لـ100 ألف أسرة فقيرة، تساهم في تعزيز تلك الحركة الشرائية، إذ يتم الإقبال على شراء بعض السلع الأساسية المرتبطة بوجبة السحور، مثل الأجبان والمربى وأصناف أخرى.
من جهتها تقول وزارة الزراعة، إن ارتفاع أسعار الخضروات بسبب المنخفضات الجوية والأمطار الشديدة مما ينعكس على الثمار وتأخر النمو، حيث إن الكميات المزروعة تكفي لسكان القطاع، ولكن التغيرات المناخية أثرت على الإنتاج الزراعي.
ما تقوله وزارة الزراعة ليس مبرراً مقنعاً لارتفاع الأسعار لأنها تشمل معظم المواد الغذائية وليس الأمر مقتصراً على الخضروات، حيث يرجح أن ذلك مرتبط بحالة استغلال للموسم، من قبل التجار، وهذا ما يستدعي المطالبة بحل لهذه المعضلة.
المواطنون في غزة يودون أن يأتي شهر رمضان، وهم قادرون على تلبية احتياجاتهم المادية والتموينية ومتطلبات أهليهم وأطفالهم، حتى يقوموا بواجباتهم العبادية على أكمل وجهه، ولكن في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة الحياة نتيجة غياب فرص العمل وتوقف المساعدات المالية من بعض المؤسسات الخيرية، واستغلال التجار للوضع القائم واحتكار الأسعار، فإن حالة الأعوام الماضية ستتكرر وهذا ما يؤزم حياة المواطنين.
بقلم: سماح حجازي