شباب غزة يئنون تحت وطأة الظروف
لا تزال معاناة شباب غزة مستمرة منذ سنوات طويلة، في وضع معيشي مقيت يعقّد الأمور الاقتصادية والاجتماعية، دون أي حلول في الأفق.
وبات قطاع غزة من البيئات الأكثر تعقيدا على الأصعدة كافة، مع استمرار الحصار القائم منذ عقد ونصف وتعقّد الانقسام الفلسطيني دون تقارب وجهات النظر.
ووفق إحصائية صادرة عن وزارة العمل في قطاع غزة، فإن نسبة البطالة بين الشباب الغزّي تتعدى 73% لتكون الأعلى عالميا، في مؤشر واضح على التردي الاقتصادي.
وبالكاد يقدر الشاب الغزي تأمين لقمته في وقت لا تزال الأجور متردية على الفئة القليلة التي تعمل رغم ارتفاع الأسعار والتضخم الذي يضرب العالم.
ولا ترتفع أجرة العامل في أسواق قطاع غزة عن 25 شيكلا (7.5 دولارات) في حين أن المبلغ المذكور بالكاد يكفي لشراء دجاجة تكفي 3 أشخاص فقط.
ولعل حالة التذمر واضحة بين صفوف الشباب الغزي الذين يبحثون عن فرصة عمل في غزة كمن يبحث عن “ابرة في كومة قش”، وهو ما دفع بالكثير منهم للاغتراب بحثا عن العمل.
في حين وجد القليل منهم بالعمل عند بُعد مخرجا من وحل البطالة، فاندفع الكثير من الشباب العاطل في غزة للعمل بالتجارة الالكترونية والعملات الرقمية و”السوشيال ميديا”.
ولا تزال قضية الشباب الغزي الأكثر تعقيدا والتي فشل جميع الساسة في إيجاد حلول عملية تُخرجهم من المعاناة المستمرة منذ سنوات طويلة.
ولعل الحلول تتمثل في ضرورة وضع استراتيجية تهدف لاستيعاب الشباب في بيئة عمل خصبة تقلل معدلات الفقر والبطالة بينهم، وتخرج منهم جيلا عاملا في مصانع فلسطينية خالصة.
وخلال سنوات الحصار والعدوان المتكرر على غزة، جرّد الاحتلال قطاع غزة من مصانعه التي تعمّد في قصفها وزاد من تبعيته للاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما وضع أكثر من 2.5 مليون فلسطيني في البقعة الصغيرة رهن السلع الاستهلاكية فقط دون الإنتاجية.
وينظر الشباب الغزي من نافذة الأمل، لعلهم يجدون متنفسا لجبال العقبات التي تقف في طريقهم، وتحول دون إيجاد دور فاعل لهم المجتمع، يمكّنهم من تلبية طموحاتهم ورغباتهم.. فهل من مجيب؟
بقلم: عزيز الكحلوت