ياسر عرفات.. الزعيم الشجاع الذي تذكره المعارك
لا يختلف اثنين على المكانة الكبيرة التي احتلها الرئيس الراحل ياسر عرفات، في وقت يصفه الفلسطينيون بالزعيم، في وقت يُطلق عليه الأعداء بالشجاع.
وللرئيس عرفات صولات وجولات كان أهمها معركة بيروت ومعركة الكرامة والدور الكبير له في انتفاضة الأقصى والذي أدى في نهاية المطاف إلى حصاره وتسميمه في المقاطعة.
وطوال سنين نضاله و تقلده لمنصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم رئيسا لفلسطين، كان الشهيد عرفات مثالا للوحدة الوطنية، لا يفرّق بين التنظيمات المختلفة ويعمل بشكل مستمر على لملمة التنظيمات باستمرار.
كما وشكّل مثالا للتواضع واستقبال الجميع والتعامل مع أبناء الشعب بشكل مباشر دون أن يشعرهم باعتلاء مكانته، حتى تواضع على مستوى الملابس التي غالبا ما كانت الزي العسكري مع الكوفية الفلسطينية.
ولعل من الصعب أن يأتي على الفلسطينيين رئيسا يوجد كل هذا الاجماع عليه، وحتى أن المختلفين معه في بعض الأفكار لا ينكرون الدور الكبير للراحل عرفات في لم شمل الفلسطينيين والعمل بشكل مستمر على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقبل وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، تحدث خلال مقابلة صحفية عن الموقف الحديدي للرئيس عرفات في المفاوضات مع الاحتلال والأمريكان، والذي كان سريع الانفعال على من يطالب بتنازلات عن أرض فلسطين أو تلاعب بالأقصى.
ولعل تسميم القائد ياسر عرفات، يدلل على أنه كان شوكة في حلق الاحتلال بتنفيذ الكثير من المخططات الاستيطانية والتهويدية التي يعمل الاحتلال عليها حاليا.
وحتى بعد مرور 17 عاما على وفاة الرمز ياسر عرفات، لا يزال حاضرا بين الفلسطينيين في الداخل والشتات ويعلقون صوره على الجدران ويستحضرونها في أي مظاهرات مناصرة للقضية الفلسطينية.
حتى أن الكثير من الأجانب يربط بين فلسطين وياسر عرفات، فحينما تذكر اسم فلسطين في أي دولة أجنبية تجد أن الأجانب يتحدثون عن عرفات.
استشهد عرفات قبل أن يتحقق حلمه بتحرير الأقصى والعودة إلى البلاد التي هُجّر منها عام 1948، إلا أن أبنائه ممن حملوا الراية بعده يعملون خلفه على تحقيق ما يصبو إليه الزعيم الراحل و كان اخرها وقوف الرئيس الفلسطيني عباس في الامم المتحدة مطالبا امريكا و بريطانيا و اسرائيل بالاعتذار للشعب الفلسطيني و الالتزام بالتعويضات التي تقرها الامم المتحدة.
رحل ابو عمار جسدا لكن روحه لازالت خالدة في وجدان كل فلسطيني.
بقلم: عزيز الكحلوت