من هو رئيس ايران الحالي بعد وفاة ابراهيم رئيسي
في خضم المشهد السياسي المعقد والمتغير في إيران، لعبت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي دورًا محوريًا في تغيير قيادة البلاد. إبراهيم رئيسي، الذي تولى منصب الرئاسة في أغسطس 2021، كان شخصية بارزة في السياسة الإيرانية، عرف بمواقفه الصارمة وبخلفيته القوية في القضاء.
وفاة إبراهيم رئيسي وتداعياتها:
كانت وفاة إبراهيم رئيسي مفاجأة كبيرة للمجتمع الإيراني والمجتمع الدولي على حد سواء. توفي رئيسي في وقت كانت فيه إيران تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الدولية وتوترات مستمرة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفاة رئيسي أثارت تساؤلات حول من سيخلفه في الرئاسة، وكيف ستؤثر هذه التغييرات على سياسات إيران الداخلية والخارجية. وفقًا للدستور الإيراني، في حالة وفاة الرئيس، يتولى نائب الرئيس مهام الرئاسة حتى يتم إجراء انتخابات جديدة. ومع ذلك، في هذه الحالة، كان هناك تعقيد إضافي بسبب الانقسامات السياسية العميقة داخل النظام الإيراني.
الرئيس الجديد:
بعد وفاة رئيسي، تولى نائب الرئيس مهام الرئاسة بشكل مؤقت. وفي غضون فترة قصيرة، تم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية الجديدة. بدأت التحالفات السياسية في التشكيل، وبرزت عدة شخصيات بارزة كمرشحين محتملين. في نهاية المطاف، فاز في الانتخابات محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني السابق.
قاليباف، المعروف بخبرته الواسعة في السياسة الإيرانية وبخلفيته العسكرية كقائد سابق للقوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، جاء إلى السلطة بتعهدات بتحقيق استقرار اقتصادي وتعزيز الأمن القومي. تُعرف سياساته بالواقعية البراغماتية، وهو ما قد يساعد في التعامل مع التحديات التي تواجهها إيران.
التحديات والفرص أمام قاليباف:
منذ توليه الرئاسة، واجه قاليباف عدة تحديات رئيسية. على الصعيد الداخلي، لا تزال إيران تعاني من التضخم المرتفع والبطالة المتزايدة، بالإضافة إلى الفساد الإداري الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي. ولتحقيق وعوده، يجب على قاليباف تعزيز الشفافية والعمل على إصلاحات اقتصادية جذرية، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز القطاعات غير النفطية في الاقتصاد.
على الصعيد الخارجي، يواجه قاليباف مهمة تحسين العلاقات مع الغرب، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. الملف النووي كان ولا يزال قضية شائكة في العلاقات الإيرانية الدولية. نجاح قاليباف في هذا الجانب يعتمد على قدرته على تحقيق توازن بين التطلعات الوطنية الإيرانية ومتطلبات المجتمع الدولي.
استراتيجية قاليباف:
تبنى قاليباف استراتيجية تقوم على تعزيز القدرات الذاتية لإيران، مع السعي لتحسين العلاقات مع دول الجوار والدول الكبرى. أعرب عن اهتمامه بتطوير التعاون الاقتصادي مع الصين وروسيا، كما أنه يدرك أهمية تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية لإعادة إحياء الاقتصاد الإيراني المتعثر.
في الوقت نفسه، يدرك قاليباف أهمية القضايا الاجتماعية والسياسية الداخلية. لذا، فإنه يسعى لتعزيز حقوق الإنسان والحريات المدنية، مع الإبقاء على سيطرة الدولة المركزية القوية.