صفة حج القارن بالتفصيل

يُعد حج القارن أحد أنواع الحج الثلاثة التي حددها الإسلام، وهو نوع من الحج يتضمن نية الحج والعمرة معًا في وقت واحد. تُعتبر هذه الطريقة من أفضل الأنواع لدى بعض العلماء لأنها تجمع بين العمرة والحج في نفس الوقت دون الحاجة إلى أداء عمرة منفصلة. في هذا المقال، سنستعرض صفة حج القارن بالتفصيل، مع شرح لكل خطوة وإيضاح الشروط والأحكام المتعلقة به.

تعريف حج القارن
حج القارن هو أن يُحرم الحاج بالحج والعمرة معًا في نية واحدة من الميقات. يمكن للحاج أن يُحرم بالعمرة أولاً ثم يُدخل الحج عليها قبل الشروع في طواف العمرة. الحج القارن يتطلب من الحاج القيام بأعمال العمرة كاملة ثم متابعة أعمال الحج دون أن يتحلل من إحرامه بين العمرة والحج.

الإحرام
تبدأ رحلة حج القارن بالإحرام من الميقات. على الحاج أن يغتسل ويتطيب ثم يرتدي ملابس الإحرام، وهي إزار ورداء أبيضان غير مخيطين للرجال، وتغطي المرأة كل بدنها عدا الوجه والكفين. ثم ينوي القارن الحج والعمرة معًا قائلاً: “لبيك عمرة وحجًا”. بعد الإحرام، يجب على الحاج أن يتجنب جميع محظورات الإحرام، مثل قص الشعر والأظافر، واستخدام الطيب، وعقد النكاح، والجماع، وصيد الحيوانات البرية.

الطواف والسعي
بعد الوصول إلى مكة، يتوجه الحاج إلى المسجد الحرام ليقوم بطواف القدوم. يبدأ الطواف من الحجر الأسود ويكمل سبعة أشواط حول الكعبة. بعد الانتهاء من الطواف، يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا أمكن. ثم يتوجه الحاج إلى المسعى ليبدأ السعي بين الصفا والمروة، حيث يسعى سبعة أشواط مبتدئاً من الصفا ومنتهياً بالمروة. لا يتحلل الحاج بعد السعي ويبقى في حالة إحرام حتى يوم النحر.

يوم التروية
في اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو يوم التروية، يتوجه الحاج إلى منى، حيث يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً دون جمع. هذا اليوم يُعد لتحضير الحاج للوقوف بعرفة، ويُستحب أن يبقى الحاج في منى ليلاً.

يوم عرفة
في اليوم التاسع من ذي الحجة، يتوجه الحاج إلى عرفة، حيث يُعد الوقوف بعرفة ركنًا أساسيًا من أركان الحج. يجب على الحاج أن يكون في عرفة بعد الزوال حتى غروب الشمس. يُستحب أن يكثر الحاج من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن خلال هذا اليوم. بعد غروب الشمس، ينفر الحجاج إلى مزدلفة.

المبيت بمزدلفة
بعد الوصول إلى مزدلفة، يُصلي الحجاج المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ثم يبيت الحجاج هناك حتى الفجر. بعد صلاة الفجر، يجمع الحاج الحصى (عددها 70 حصاة) التي سيستخدمها في رمي الجمرات.

يوم النحر
في اليوم العاشر من ذي الحجة، والذي يُعرف بيوم النحر، يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات. بعد الرمي، يذبح الحاج الهدي إذا كان متمتعًا أو قارنًا، ويحلق شعره أو يقصره. بعد ذلك، يتحلل التحلل الأصغر ويمكن له أن يرتدي الملابس العادية ويتجنب فقط الجماع.

طواف الإفاضة
بعد التحلل، يتوجه الحاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، الذي يُعد من أركان الحج. يطوف الحاج سبعة أشواط حول الكعبة ثم يسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم. بعد طواف الإفاضة، يعود الحاج إلى منى ليبيت بها ليالي التشريق.

أيام التشريق
في أيام التشريق، التي تشمل اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، يرمي الحاج الجمرات الثلاث كل يوم بعد الزوال. يبدأ برمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى وأخيرًا الكبرى، بسبع حصيات لكل جمرة. بعد الانتهاء من الرمي في اليوم الثاني عشر، يمكن للحاج أن ينفر من منى إذا أراد، أو يبقى لليوم الثالث عشر ليكمل الرمي.

طواف الوداع
قبل مغادرة مكة، يجب على الحاج أداء طواف الوداع، وهو آخر واجب يقوم به الحاج. يطوف سبعة أشواط حول الكعبة ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا أمكن. بعد الطواف، يمكن للحاج مغادرة مكة وعليه أن يتذكر أن هذا الطواف هو وداع للبيت الحرام.

حج القارن يُعد تجربة روحانية عميقة تجمع بين العمرة والحج في وقت واحد، وتتطلب من الحاج الالتزام بأركان وواجبات محددة وفقًا لتعاليم الإسلام. من خلال هذا المقال، استعرضنا تفاصيل صفة حج القارن بدءًا من الإحرام وحتى طواف الوداع، مع التأكيد على أهمية كل خطوة في تحقيق الحج الكامل والقبول عند الله تعالى. نسأل الله أن يتقبل من جميع الحجاج حجهم ويغفر لهم ذنوبهم ويعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.