هل يجوز التهنئة بالعام الهجري الجديد 1446
هل يجوز التهنئة بالعام الهجري الجديد 1446، التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة موضوع يحتمل النقاش والاختلاف بين العلماء والفقهاء، فيما يلي مقالة تلخص الآراء المختلفة حول هذا الموضوع:
التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة: الأحكام والآراء الفقهية
مع اقتراب السنة الهجرية الجديدة، يتجدد الحديث حول جواز التهنئة بهذه المناسبة. تنقسم الآراء الفقهية إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية: المؤيدون، المعارضون، والمرجحون.
المؤيدون:
يرى بعض الفقهاء أنه لا مانع من التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة، استنادًا إلى أن التهنئة بالعام الجديد تدخل في باب العادات، وليست العبادات. وعليه، فإن الأصل في العادات الإباحة ما لم يرد دليل على التحريم.
ومن بين هؤلاء العلماء الشيخ ابن عثيمين، الذي قال في إحدى فتاويه إن التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة جائزة، لأنها لا تتضمن أي محظور شرعي.
المعارضون:
من جهة أخرى، يعترض بعض الفقهاء على التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة. يعتبر هؤلاء أن التهنئة بهذه المناسبة قد تؤدي إلى الابتداع في الدين، حيث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة يهنئون ببداية السنة الهجرية. ويستدلون بقول ابن عمر رضي الله عنه: “كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة”.
المرجحون:
هناك فريق ثالث من العلماء يميل إلى الترجيح بين الرأيين السابقين. هؤلاء يرون أنه يمكن تهنئة المسلمين بالسنة الهجرية الجديدة بشرط ألا يتم ذلك على سبيل العبادة أو الاعتقاد بأنها سنة دينية يجب الالتزام بها، بل يرون أنها مناسبة اجتماعية يمكن أن يستغلها المسلمون لتبادل الدعوات الصالحة وتذكر الهجرة النبوية وما حملته من دروس وعبر.
الرأي الشخصي:
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة ليست من العبادات، ولكنها تظل من العادات التي يجوز للمسلمين ممارستها بشرط أن لا تتضمن محظورات شرعية.
ينصح المسلمون بتحري النية الحسنة في التهنئة، وأن تكون على سبيل الدعاء بالخير والبركة، بعيدًا عن الاعتقادات الخاطئة أو الابتداع.
الخاتمة:
تبقى مسألة التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة مسألة اجتهادية يختلف فيها العلماء، وعلى المسلم أن يحترم اختلاف الآراء ويسعى إلى ما يراه أصح وفقًا لدينه وعقيدته.
الأهم أن يستغل المسلم هذه المناسبة لتجديد إيمانه وتذكر الدروس والعبر من الهجرة النبوية الشريفة.