جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

ارجع الى الايه 43 من سوره النور وابين ما فيها من اعجاز علمي

القرآن الكريم يعد مصدرًا خالدًا للعلم والهداية، وقد تضمن إشارات علمية دقيقة تسبق اكتشافات العلم الحديث بمئات السنين. من بين هذه الآيات الكريمة الآية 43 من سورة النور، التي تحمل إعجازًا علميًا يتعلق بدورة المياه والسحب. يقول الله تعالى في هذه الآية:

“أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ”
(سورة النور: الآية 43)

في هذه الآية الكريمة، نجد تصويرًا دقيقًا لعملية تكون السحب وهطول الأمطار والبرد، وهو موضوع درس على نطاق واسع في الأرصاد الجوية الحديثة. ما يبرز هو توافق هذه الآية مع المعلومات التي توصل إليها العلم في العصر الحديث، مما يدل على إعجازها العلمي.

1. “يُزْجِي سَحَابًا”

الآية تبدأ بعبارة “ألم تر أن الله يُزجي سحابًا”، أي يسوق السحب برفق. في هذه الجملة إشارة واضحة إلى حركة السحب عبر الرياح. العلم الحديث يؤكد أن السحب تتشكل نتيجة تبخر المياه من البحار والمحيطات، وتتحرك بفعل الرياح إلى مناطق أخرى. هذه الحركة الدقيقة والمدروسة للسحب تتماشى مع الوصف القرآني الذي يصور الله يسوق السحب وفق نظام محكم.

2. “يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ”

المرحلة التالية في الآية هي “يؤلّف بينه”، أي أن الله يجمع بين السحب المتناثرة لتشكيل سحب أكبر وأكثر كثافة. العلم يؤكد أن السحب تتشكل عبر تجميع الغيوم الصغيرة لتكوين كتل غيومية أكبر، وهذه الغيوم الكبيرة هي التي تكون قادرة على إنتاج الأمطار. ما أشارت إليه الآية الكريمة هو عملية معروفة في علم الأرصاد الجوية حيث تجتمع الغيوم لتصبح غيومًا ركامية.

3. “يَجْعَلُهُ رُكَامًا”

ثم يأتي الجزء الذي يقول: “ثم يجعله ركامًا”، أي سحب متراكمة بعضها فوق بعض. وهذا ما يعرف بالسحب الركامية التي تعد أكبر أنواع السحب، وهي المسؤولة عن الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية. هذه السحب الركامية تبدأ صغيرة ثم تتضخم عبر عملية تراكم الرطوبة. العلم الحديث اكتشف أن السحب الركامية هي التي تتشكل على ارتفاعات كبيرة وتتراكم في طبقات جوية، مما يؤدي إلى هطول الأمطار والبرد.

4. “فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ”

“فتَرى الودق يخرج من خلاله” يشير إلى نزول الأمطار. الودق هو المطر الهادئ أو المتواصل الذي ينزل من السحب. العلم يوضح أن الأمطار تتكون عندما تصل قطرات الماء في السحب إلى حجم معين وتبدأ بالتساقط. هذا الوصف الدقيق لكيفية نزول المطر من خلال السحب يعزز من الإعجاز العلمي في الآية.

5. “وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ”

الجزء المذهل في الآية هو ذكر الجبال التي تحتوي على البرد، في إشارة إلى تكوّن حبات البرد داخل السحب. العلم الحديث أثبت أن البرد يتكون داخل السحب الركامية في طبقات باردة جدًا من الغلاف الجوي، حيث تتجمد قطرات الماء وتحولها إلى حبات برد تتجمع لتكوين طبقات أكبر. يشير مصطلح “جبال” إلى الحجم الكبير لهذه الكتل السحابية والبرد الذي يمكن أن ينتج منها، وهو ما تؤكده الأرصاد الجوية التي توضح أن بعض العواصف الرعدية قد تنتج حبات برد كبيرة كالحجارة.

6. “يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ”

هذا الجزء من الآية يعكس التحكم الإلهي في توزيع المطر والبرد. العلم لا يزال عاجزًا عن التنبؤ بدقة متناهية بمكان نزول الأمطار أو البرد، فهو يعتمد على نماذج توقعية قد تصيب أو تخطئ. هذا ما أشارت إليه الآية بأن الله يصيب بهذا المطر أو البرد من يشاء ويصرفه عن من يشاء.

7. “يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ”

الآية تختتم بذكر البرق، وهو أحد الظواهر المرتبطة بالعواصف الرعدية والسحب الركامية. العلم يؤكد أن البرق يحدث نتيجة تفريغ شحنات كهربائية بين السحب أو بينها وبين الأرض، وينتج عنه ضوء قوي يمكن أن يسبب ضررًا للعينين عند النظر إليه مباشرة. هذا الوصف القرآني يعبر عن قوة البرق وإمكانية إبهار الأبصار بشدة ضوئه، وهو ما يؤكده العلم الحديث في تفسير كيفية حدوث البرق.

خلاصة الإعجاز العلمي في الآية

تعد الآية 43 من سورة النور نموذجًا للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث تقدم وصفًا دقيقًا لظواهر طبيعية لم يتمكن العلم من فهمها بشكل كامل إلا بعد تطور وسائل البحث والدراسة الحديثة. تناولت الآية دورة حياة السحب بدءًا من تكونها وحركتها، وصولًا إلى هطول الأمطار والبرد، والظواهر المرتبطة بها كالعواصف الرعدية والبرق. توافق هذه الآية مع المكتشفات العلمية الحديثة يعتبر دليلاً قويًا على أن القرآن كلام الله الذي يعلم ما لا يعلمه البشر.

هذا التوافق بين العلم والقرآن يجعل المسلمين يزدادون إيمانًا بكتابهم، كما يجعل العلماء غير المسلمين ينظرون إلى القرآن بعين التقدير والاحترام. فالقرآن ليس مجرد كتاب ديني، بل هو كتاب يحمل في طياته علمًا وحكمة لا تنفد.

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.